في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها منطقتنا العربية باتت أخبار الاعتقالات بسبب أو بدون شيئاً عادياً لا يحرك بنا ساكناً وللأسف أصبحت عمليات القمع وإغلاق الأفواه وتكميم الألسن شيء غير مستهجن أبداً , وأصبحت أغلب الكلمات التي نستطيع نُصح أبنائنا بها هي :” امشي الحيط حيط وقول يا ربي السترة ” .
لماذا لم نصل الى مرحلة أن نتكلم دون خوف , أن نقول الحق لا أكثر ونصلح بلادنا دون أن ننمق الكلمات لتخدم الحاكم والحكومات والوزراء وتشد على ايديهم والتسليم لهم بكل الأحوال “ظالمين أو مظلومين “وللأسف لا نجد أنفسنا الا المظلومين .
وهذا أصبح لا يغيب عن عيون العالم فمنذ عام 2016 لم تسجل أي دولة عربية ولا حتى عالمية أي تحسّن في مؤشر الديمقراطية ليشهد العالم بهذا أسوأ تراجع للديمقراطية منذ سنوات حسب سجّل الإصدار الأخير من مؤشّر الديمقراطية الذي أصدرته مجلّة إيكونيميست البريطانية .
ولكن لربما تسأل نفسك لماذا لا نرى هذه التقارير ولا ما يخصها على شاشات الأخبار ؟ لا أحد يحب أن تتناول هذه التقارير الا بالشكل المناسب لها من وجهة نظرها ولو أمنعت النظر حتى بما يتم نشره ستجد أن هناك دولاً افتخرت أنها الاولى عربيا وأخرى تفتخر أنها الأولى خليجيا وثالثة تفتخر أنها حافظت على مكانها ولم تتراجع وأن جيرانها انخفضوا بالترتيب .
فكيف نطلب منهم التقدم وهم لا يفكرون به أصلاً ؟!
يعتمد التقرير على خمسة مؤشرات لقياس الديمقراطيّة هي: التعدديّة الحزبيّة والانتخابات، أداء الحكومة، المشاركة السياسية، ثقافة الديمقراطيّة، الحرّيّات المدنيّة.
بعد إعطاء كلّ دولة درجتها في المؤشرات السابقة تُجمع الدرجات، حيث العلامة الكاملة هي 10 وتشير إلى الديمقراطيّة الكاملة بينما يشير الصفر إلى انعدام الديمقراطيّة، وبناء عليه فقد صنّفت الدول في أربع مجموعات هي: ديمقراطيّة كاملة، ديمقراطيّة متصدّعة، أنظمة مختلطة، أنظمة استبداديّة.
وبعد الاحصائيات تبين أن من بين 167 دولة شملها التقرير فإنّ 89 دولة تراجع ترتيبها أي أكثر من النصف وأن 5% فقط من سكّان العالم يعيشون في ديمقراطية كاملة نالت هذا التصنيف 19 دولة، بينما يعيش 33% في ظلّ أنظمة استبداديّة.
الدول التي تعيش في فئة الديمقراطية الكاملة هم : على رأس القائمة النرويج وبعلامة 9.87 تلتها كندا 9.15 ، ثمّ أستراليا 9.09 ، ثمّ الأرغواي 8.12 .
الدول في تصنيف الديمقراطية المتصدعة : الولايات المتّحدة وإسرائيل وتونس والهند وفرنسا وإيطاليا .
الدول بين الأنظمة المختلطة والأنظمة الاستبدادية : فهي الدول العربية، حيث جاءت تونس أولا في المركز 69 عالميًا وبمجموع 6.32 نقطة.
وهذا ترتيب الدول العربية
1- تونس 69
2- المغرب 101
3- لبنان 104
4- فلسطين108
5- العراق 112
6- الأردن 117
7- الكويت 119
8- الجزائر 128
9- مصر130
10- قطر 133
11- عمان 143
12- البحرين 146
13- الإمارات 147
14- ليبيا 154
15- السودان 155
16- اليمن 156
17- السعودية 159
18- سوريا 166
وهذه المرّة لم تحتلّ سوريا المرتبة الأخيرة حيث جاءت كوريا الشمالية أخيرًا بالمركز 167