هي تلك الحالة التي تشعر بها بثقل على صدرك ولا تستطيع الحركة وتكون عيناك هي فقط من تتحرك ولا تستطيع التكلم أو طلب المساعدة من أحد .
هل تفزع من حالتك هذه وانت متأكد أنك لا تعيش كابوساً فأنت ترى غرفتك وواقعك كما هو ولكن لا تعرف ما الذي يربطك بهذا الشكل؟
ولا تبرح الا دقائق ويتحرر هذا الجالس على صدرك لتنتفض هذه الحالة تسمى بالعامية بالجاثوم الرابوص شلل النوم أو ما يعرف بـ عفريت النوم؟
كما يُسمى أيضاً عند الغرب بـ متلازمة الجنية العجوز old hag syndrome و هذه التسمية تُعزى لفولكلور شعبي يُصور جنية عجوز تجلس فوق صدر النائم و تُسبب له ضيقاً في التنفس وعدم القدرة على الحركة و تجعله عرضة للكوابيس وعلمياً تدعى هذه الحالة بشلل النوم Sleep paralysis و هو الشعور بأنك واعي و لكن لا تستطيع الحركة ويحدث شلل النوم عندما يكون الإنسان يمر بين مراحل اليقظة و النوم فوقتها يشعر بأنه غير قادر على الحركة أو الكلام لبضع ثوان حتى بضع دقائق تكون فيها حاستي السمع و النظر فعالة بشكل اعتيادي وقد تكون هذه الحالة مصحوبة بهلاوس سمعية أو بصرية أحيانًا أي قد تسمع اصوات غير موجودة في الحقيقة بشكل وكأنها فعلًا موجودة
لوحة الكابوس بريشة هنري فوسيلي تعود لعام 1781 ويعتقد أنها أحد التصاوير الكلاسيكية الفنية عن شلل النوم، حيث كان ينظر إليه على أنه زيارة شيطانيّ
والسبب العلمي يقول
يقسم النوم الى مراحل ذكرها العلم وقام بدراستها :
مرحلة النوم غير الحالم
يكون التنفس بطيئا وتقل سرعة ضربات القلب و يقل معدل ضغط الدم و تنخفض درجة الحرارة و يقل معدل عملية الأيض ولا توجد أي حركات للعين و يكون في أول الليل
مرحلة النوم الحالم
حيث يحدث ارتخاء في جميع عضلات الجسم ، لأن أثناء هذه المرحلة تراواد الإنسان أحلام كثيرة مثلاً الحلم بأنك تقفز من فوق بناء ولولا ارتخاء عضلات الجسم لكان الجسم قام و قفز من فوق البناء فعلا .
مرحلة حركة العين السريعة
وكل العضلات يصيبها ارتخاء إلا عضلة الحجاب الحاجز و عضلات العين الخارجية بذلك يستطيع الإنسان التنفس.
و ما يحدث في الجاثوم هو أن الإنسان يستيقظ قبل أن تنتهي مرحلة النوم الحالم
و ينتج عن ذلك أن يكون الإنسان في كامل وعيه و يعي ما حوله ولكن لا يستطيع الحركة أو الكلام بل من الممكن أن يصاب بنوع من الهلوسة البصرية أو السمعية فيري و يسمع ما ليس واقعاً في الحقيقه
مما يضاعف الشعور بالخوف و التوتر فيرى مثلاً شخصاً قادماً ويحمل سكيناً ليقتله و لكن لايستطيع الحركة أو حتى طلب المساعدة و تتناوب هاتين المرحلتين على عدة دفعات بحيث يكون لكل واحدة ما يقارب ال90 دقيقة
ومسببات هذه الحالة
تصيب نوبات شلل النوم 4 من كل 10 أشخاص و تبدأ ملاحظتها أولاً في سن المراهقة إلا أنها تصيب كلا من الجنسين في جميع الأعمار و يوجد عدة أسباب مثل :
الحرمان من النوم
عدم انتظام مواعيد النوم
الضغوط النفسية
النوم على الظهرو بعض أنواع الأدوية
إجراءات وقائية
انتظام مواعيد النوم و الاستيقاظ
التقليل من الضغوط التي تتعرض لها
الابتعاد عن العقاقير المهلوسة
ممارسة الرياضة
اللجوء إلى الأدوية المضادة للإكتئاب في حالة تكرار نوبات شلل النوم و لكن تحت إشراف الطبيب فهذه الأدوية تقوم بتقليل وقت مرحلة النوم الحالم فتقلل نسبة حدوث نوبات شلل النوم
وما قيل عن الجاثوم
قال ابن سينا في كتابه الطبي ” القانون ”
فصل في الكابوس ويسمى الخانق وقد يسمى بالعربية الجاثوم والنيدلان
و الكابوس هو مرض يشعر فيه الإنسان النائم خيالاً ثقيلاً يقع عليه ويعصره ويضيق نفسه فينقطع صوته وحركته
ويكاد يختنق لانسداد المسام وإذا تقضى عنه انتبه دفعة.
وهو مقدمة لإحدى العلل الثلاث : إما الصرع وإما السكتة وإما المانيا
وذلك إذا كان من مواد مزدحمة ولم يكن من أسباب أخرى غير مادية
قال ابن منظور في لسان العرب
” الجثام ” أو ” الجاثوم ” هو الكابوس الذي يجثم على الإنسان ويقال للذي يقع على الإنسان وهو نائم ” جاثوم ”
وقال أيضاً أن الكابوس هو ما يقع على النائم ليلا ويقال هو مقدمة الصرع
قال بعض اللغويين ولا أحسبه عربيا إنما هو النِّيدلان وهو الباروك
والجاثوم قد يكون الجاثوم بسبب عضوي مادي كتأثير طعام أو دواء
ويكون علاج الأول بالحجامة والفصد وتخفيف الطعام وغيرها
ويكون علاج الثاني بالقرآن والأذكار الشرعية
وكنصيحة أخيرة إذا دخلت في شلل النوم و حدث وأن تحررت منه لا تعد للنوم فورًا لأنه سوف يعود و يمسك بك ليرعبك مرة ثانية.