التأكيدات الإيجابية يستخدمها الكثير من الناس بهدف تنمية الشخصية ومساعدتهم على تحقيق أهداف حياتهم بشكل أسرع وأمثل.
وذلك تبعاً لتقنيات العقل الباطن التي تعتمد على توقع القادم، من خلال إرسال الرسائل إليه سواءٌ كانت جيّدة أم سلبية.
لكن هل لديك فكرة أنه بإمكانك استخدام التوكيدات لمكافحة الإجهاد والضغط النفسي والتمتع بمرونة نفسية عالية.
وسواءٌ كانت تلك الضغوطات لمرة واحدة مثل الوقوع بمشكلةٍ مرهقة عابرة، أو مستمرة، فعندها يمكنك إنشاء تأكيداتك الصحيحة لدعمك وتحفيزك الدائم.
كما أنها سوف تساعدك على التعامل بشكل أفضل مع التوتر الحالي، وبمرور الوقت، سوف تمنع القلق في مستقبلك القادم.
وفي سطورنا القادمة سنتعرّف معاً على كيفية الاستفادة من هذه التوكيدات وتطويعها لدينا للتغلّب على كلّ ضغطٍ أو إرهاقٍ نفسيّ يؤرق حياتنا.
ما هي التأكيدات الإيجابية؟
هي مجموعةٌ من الكلمات والجمل التي تتم صياغتها بطريقةٍ إيجابية وتكرارها بشكل مستمر.
وذلك بغية تحدي الأفكار السوداوية، والتمكن من إعادة ترتيب طريقة التفكير والحديث الذاتي؛ لإحداث تغيير إيجابي بطريقة التفكير ومواجهة المواقف.
كما تعمل التأكيدات الصحيحة على تحفيز الأشياء المشرقة في الذات، مما يساهم في دعم الثقة بالنفس والتحكم في الأفكار السلبية والتخلص منها أيضاً.
كيف تستخدم التوكيدات بشكل إيجابي للتخلص من التوتر؟
التأكيدات الإيجابية تخلّصك من عدوك السلبي:
بدايةً يعتبر تحديد أفكارك السلبية هو الخطوة الأولى في التوصل إلى أفضل التأكيدات الإيجابية لك ولموقفك.
لذلك يتوجب عليك التوقف قليلاً لتفكر في كل المعتقدات التي تظهر عندما تفكّر في حدثك المرهق.
فهل تقلق بشأن عدم معرفة ما ستقوله في حفلةٍ ما، أو تتوتر أثناء محاولتك تقديم عرضك التقديمي؟
في هذه الحالات اكتب كل فكرة سلبية تخطر ببالك في دفتر ملاحظاتك، لتعرف ما الذي يتعبك حقاً.
وبعدها اتخذ القرار الواعي بالابتعاد عن تلك المعتقدات السلبية.
قم بتحويل السلبيات إلى إيجابيات:
عندما يكون لديك قائمةٌ بالأفكار السلبية الخاصة بك، يمكنك أن تأخذ كل واحدة وتحولها إلى إيجابية.
فمثلً عليك أن تقول عبارات إيجابية قوية، وكذلك ذكّر نفسك بأوقات وأحداث ماضية عندما تعاملت جيداً في مواقف مماثلة.
وحاول تطوير التأكيدات الإيجابية لديك، عبر ربطها بأوقاتٍ نجحت فيها في الماضي.
لكن إذا كنت لا تستطيع التفكير في أي شيء، فاطلب من شريكك أو صديقك، أو زميلك مساعدتك.
فمن المحتمل أن يكون لديهم نظرة إيجابية لمهاراتك وإنجازاتك أكثر ممّا لديك!
إضافةً إلى ذلك قم بكتابة بعض العبارات المشجعة لتخطي الأمر مثل أشعر بالتوتر، لكنني سأكون على ما يرام، يمكنني فعل ذلك، عندما ينتهي هذا، سأكون فخوراً جداً بنفسي، وغيرها.
يتوجب عليك التكرار:
قد يكون هذا الأسلوب الأكثر شيوعاً لاستغلال قوة التأكيدات الإيجابية.
وتعتمد هذه الطريقة على تكرار المفردات والعبارات الجيدة والمحفّزة لنفسك بشكلٍ منتظم.
كما يمكنك تكرارها في عقلك عدة مرات في الصباح أو في المساء لتكون فعًالة أكثر.
وتذكر: أن تكرارها بصوت عالٍ أكثر فعالية لأنك تسمعها بوضوحٍ أكبر، وبذلك يمكن تسخيرها لحياتك بشكلٍ أفضل.
لتكنْ تأكيداتك واقعية:
التأكيدات الإيجابية ليست سحرية، لذلك حافظ على تأكيداتك ولتكن متناسبة مع ما يمكنك فعله وما تشعر به.
إذا كانت توكيداتك طموحةً جداً، فقد تجعلك تشعر بالقلق أكثر من ذي قبل.
وإذا حدث خطأ ما أو فشلت، ستشعر بشعورٍ أسوأ من قبل أيضاً.
ربما تشعر بالقلق حيال التحدث أمام الجمهور، سواءٌ كان ذلك أثناء تقديم عرضٍ تقديمي، أو إجراء مقابلة عمل.
لكن التأكيدات ستساعدك أكثر إذا كنت تعرف أنك قد فعلت كلَّ ما هو ممكنٌ لتكون مستعداً أكثر.
وإذا كنت قلقاً بشأن الخوف من مقابلة أحدٍ ما، أو مجموعةٍ من الأشخاص، فقم بإعداد كل ما يلزم من جوانب خطابك أو حديثك الذي سوف تتداوله معهم.
كما عليك أنْ تذكّر نفسك أنك تعرف كيفية القيام بذلك، فأنت تعرف موضوعك جيداً.
كذلك توقع ما يمكن أن يحدث بشكل خاطئ وقم بوضع استراتيجيات لمنعه، أو التعامل معه.
وختاماً، في حال أعجبتك تلك الأفكار المطروحة في هذا المقال، يمكنك فعلياً أن تبدأ باتباعها وأن تختار من التأكيدات الإيجابية ما يساعدك على إحداث تغييرٍ إيجابي، وأن تستبدل التوكيدات السلبية بأخرى أكثر تفاؤل وإيجابية، ولتكن بدايةَ تغيير موفقة في أسلوب تفكيرك.
قد يهمك أيضا: للحصول على حياة افضل، اليك مهارات حل المشكلات