الصيام و المراحل التي يمر بها جسم الأنسان
ان الصيام الذي عرف منذ الاف السنين وهو الامر الذي يعتبر مفاجأة للبعض , حيث أنه يُعتقد بأن الصيام ارتبط فقط
في الدين الاسلامي , ولكن حقيقة الأمر غير ذلك حيث أن الاسلام منح الصيام المزيد من المكانة و العمق اضافة
الى رمزيته الخاصة لدى المسلمين , حيث أن الاسلام وضع ضوابط عديدة للصيام جعلت الصيام أكثر شمولية و
دقة فأن مفهوم الصيام في الاسلام لا يعني الصيام و الابتعد عن الاكل و الشرب فقط بل عن الكلام السيء ,
النميمة و أي سلوك غير محمود , اضافة الى قدرة رمضان على احداث الكثير من التغيرات في حياة الانسان سواء
النفسية أو الأخلاقية أو حتى الجسدية حيث أن جسم الانسان خلال فترة الصيام يمر بثلاث مراحل و تغيرات وهي :
1) صدمة الصيام :
مع حلول شهر رمضان و الامتناع عن الطعام و الشراب , يبدأ الجسم في البحث عن مصادر اخرى للحصول على
طاقته وذلك لتوقف اعتماد الجسم على الطعام كمصدر أساسي للتزود بالطاقة , و هو الامر الذي يدفع الجسد الى
تصدير كميات جيدة من السموم الى خارج الجسم عن طريق الدم و الجهاز الهضمي و الكلى , وهو الامر الذي قد
يتبعه و يشاركه آثار جانبية , لهذا من الوارد جدا أن تشعر بأن جسدك متعب كأنك مريض و تعاني من حالة مزرية ,
ولكن هذه المرحلة لا يخضع لها الأشخاص المعتادون على الـصيام .
2) ذروة الـصيام :
تعد هذه المرحلة من أفضل المراحل خلال فترة الـصيام , حيث أن الجسد حينها يكون قادر على بذل أقصى قدرة
لديه في العمل و القيام بالمهام الموكولة للشخص , اضافة الى قوة الحواس و يقظتها و الشعور بالصفاء الذهني و
الوضوح العقلي , ففي هذه المرحلة و هي التي تتبع مرحلة الصدمة يكون الشخص في مرحلة متقدمة من
النشاط و الشباب , و ذلك بسبب عمل الجسم على استهلاك الاجسام الكيتونية بدلا من السكر و الجلوكوز المعتاد عليه الجسد .
3) الحالة الطبيعية خلال فترة الصـيام :
تتحقق هذه المرحلة عندما يصل الجسد الى مرحلة التعود على الصيام و ذلك عندما تكون طاقة الجسم و الجسم
نفسه في الحالة الطبيعية , و عند هذه المرحلة تختلف النتائج , و تنقسم الى نوعين حسب الشخص , فالبعض قد
يستفيد و يسجل جسمه ارتفاعا في النشاط و زيادة الفاعلية و القدرة على أداء الاعمال , بينما هناك نوع اخر يتأثر
سلبيا في هذه المرحلة فيسجل انخفاضا في مستوى الطاقة و النشاط و القدرة على العمل , فيميل للخمول و الكسل .