كم مرة أهدتنا الحياة أوجاعاً أطفأت لمعة الحب في عيوننا , وأحزان جعلت منا أقوى ولحظات فرح شعرنا أن لن نحزن بعدها أبداً.
هذا هو حال الدنيا , ترمي حزنها على أرضنا دون استئذان تارة وتطرق سعادتها بابنا بلا ميعاد , فنصل إلى مرحلة يتوقف قلبنا فيه عن ضخ الشغف إلى أرواحنا فنصاب بحالة ملل تقذف بكل مشاعرنا أرضاً حتى نصبح خاليين من كل شيء إلا الفقد , فقد الحياة والحب والعمل , فقد السعادة والشغف والأمل .
ما الذي يفقدنا هذا الطعم ؟ وما الذي يمنح الحياة هذه المرارة
هنا سنذكر لك أهم الأسباب التي قد تشعرك بفقد لذة الحياة وطعمها وكيف يمكننك التخلص من هذه الحالة .
قلة الإيمان وعدم التقرب إلى الله : عندا يغمر الإيمان القلب , يسيطر الهدوء على الإنسان فيُنعم الله عليه بالرضا ويستطيع مواجهة ما يحصل لع التفكير بكل هدوء ليصل للحل المناسب له .
كثرة المشاكل : عندما تكثر المشاكل على الشخص يشعر أنه عاجز عن حلها فيصيبه الإحباط , ويصبح حاله بأن يحاول أن يجد حل لكل مشاكله سوياً , لكن يجب على الإنسان أن يبدأ بحل مشاكله واحدة تلو الأخرى .
عدم تقبل التغيرات الانتقالية الكبرى : كالطلاق ترك العمل اعتلاء منصب جديد كل حالة انتقالية جديدة تؤدي إلى ارتباك صاحبها .
العوائق المادية : كثيراً ما تكون المادة هي سبب أغلى حالات الإحباط الشائعة بسبب غلاء المعيشة وقلة الدخل .
الأشخاص السلبيين : إن وجود المُحبطين حولك يُهبّط من عزيمتك فلا تستطيع التفكير وتصبح إن فكرت تسيطر عليك الأفكار السلبية وتتوقع الفشل
كثرة المسؤوليات : إن عبء المسؤوليات يُحمّل الشخص فوق طاقته فيتسلل الإحباط إليه .
ارتفاع سقف التوقعات : كثيراً ما يتوقع الناس لحياتهم أو مشاريعهم أن تسير على خطة ما أو بصورة ما , لكن الخيبة تحدث إن انتهى الواقع إلى صورة مخالفة تماماً للتوقعات , فيتربع الإحباط على القلوب .
الخروج من منطقة الأمان والراحة : هي تلك الأفكار والعادات التي اعتاد عليها الشخص طوال حياته , يحدث أن شيئاً ما يكسر هذا المنطقة , فيصاب بحالة من الخوف والشعور بعدم القدرة على التصرف .
الذكريات المؤلمة : خاصة في حالات الوفاة أو بعض الإنفصالات العاطفية .
الفشل المتكرر : عدم النجاح المستمر يجعل الشخص يصل لمرحلة الإحباط فيفقد القدرة على الإقدام على شيء مرة أخرى .
عدم البوح : الكتمان يحمّل الشخص مشاعر وأعباء أكبر منه .
عدم وجود دعم خارجي : كأن لا تجد حولك أصدقاء أو عائلة تقدم لك الدعم الكافي لإكمال حياتك .
الإصابة بالأمراض المزمنة : المرض المزمن يشعر الشخص بسببه أن حياته أصبحت رهينة المرض الذي لا شفاء منه فيصيبه الإحباط وتختفي معه الحياة
وجود عامل وراثي جيني : كأن يكون أحد أفراد العائلة مصاباً بالاكتئاب .
الإدمان : عندما تشعر أن شيئاً يسيطر عليك ولا تستطيع التخلص منه , تُسلب منك الإرادة اتجاه الحياة ككل .
كيف تعيد لروحك الحياة ؟
تقرب من الله : اجلس مع نفسك وتحدث إلى الله عن كل ما يدور في حياتك , أخبره عن ألمك وحزنك ووجعك , ما تتمنى وكل شيء , أخبره عن أملك به , وحاشى له أن يحي بك أملاً ثم يقتله .
واجه إحباطك :
– حدد أهم الأسباب التي تسبب لك الإحباط .
– اكتب كل ما يجول بخاطرك حول الأسباب التي تزعجك .
– درّب نفسك : أول ما ينتابك شعور الإحباط , قم بأخذ شهيقاً عميقاً جداً وقم بالعدّ لل 4 ثم أخرج زفير , كرر هذه الحركة أكثرة من مرة إلى أن تبدأ بالهدوء .
– كن واقعياً: لا يوجد ما هو كامل على هذه الأرض ,
فلا تتخيل أن تجد شريكاً , صديقاً , عملاً , حياةً بلا عيوب , ادخل إلى عقلك فكرة تقبل الآخرين والظروف وحاول أ تتحكم بردة فعلك اتجاه الأمور .
– راجع نفسك واسأل نفسك هذه الأسئلة :
هل تبدو الأمور حقا كما أراها ؟ وما هو الشيء الذي لم ألاحظه ؟
ما أهمية ما يحدث الآن ؟
كيف يمكن تجاوز ما يحدث ؟
ما هو أسوأ ما قد يحدث ؟
ما هي أفضل الحلول ؟
بمن يمكنني الاستعانة بمساعدته ؟
واجه سبب إحباطك :
– جرّب شيئاً جديداً وغيّر روتين حياتك أو طوّر هواية قديمة لك
ويُفضل أن تجرب أشياء مادية , كلعب الرياضة , تعلم الحياكة , اصنع أكلات جديدة .. الخ
– قم بانجاز شيئاً حتى لو بدا تافهاً , كترتيب غرفتك , ملابسك , تغيير قصة شعرك , المشاركة بشيء اجتماعي .. الخ .
– جد أصدقاء يتصفون بالايجابية
– اهتم بصحتك وبنفسك , ستجد لهذا انعكاس كبير على نفسيتك .
– اكتب كل انجازاتك على ورقة يومياً , حتى لو كانت بنظرك لا قيمة لها ,
مثلا : قمت بالمشي لمدة نصف ساعة , قرأت 10 صفحات من كتاب , تواصلت مع أحد أصدقائي , تعلمت كلمات جديدة بلغة جديدة .. الخ .
– أوقف التسويف وابتعد عن كل المُلهيات ولا تقم بالتأجيل وضع حداً أقصى لقضاء عملك وكافئ نفسك بعدها .
– ركز على مهمة واحدة كل فترة , وخذ استراحات قصيرة بين كل مهمة وأخرى .
– كن منطقياً ولا تبالغ في توقعاتك , فلا تتوقع أن يسير كل شيء بسهولة ولا أن تتعقد كل الأمور .
– اضبط سلوكياتك السلبية وراقب نفسك وحاول تجنبها .
– جرب دائما استخدام حلول إبداعية ومبتكرة .
– اظهر تقديرك للآخرين .