من حبنا لهم نعطيهم هواتفنا ليلعبوا بها ولكن هل فكرت في العواقب! إليك المخاطر وكيفية علاج الإدمان على الهواتف الذكية

“إنه أمر مرهق ومخيف حقاً أن هناك الكثير من الأطفال لديهم القدرة على استخدام التابلت وهم في سن

الثانية، وأطفال أصبحوا مدمنين على استخدامها وهم في سن الثالثة والرابعة ” جملةُ قالها الطبيب النفسي

للأطفال والأسرة Fran Walfish في لوس أنجلوس , المُقلق حقاً أن هناك 7 من كل 10 آباء يسمحون لأطفالهم

باستخدام الأجهزة الذكية و التابلت و90% من هؤلاء الأطفال من هم في عمر السنتين

ولكن هل يعلم الآباء أن الأطفال الذين يستخدمون هواتفهم الذكية لمدة ثلاث ساعات أو أكثر يومياً معرضين

للشعور باليأس أو التفكير بالانتحار بمقدار الثلث حسب رأي الباحثين النفسيين ويرتفع الاحتمال الى النصف اذا

ارتفع الاستخدام الى خمس ساعات , ناهيك عن الاستخدام اليومي لوسائل الإعلام الاجتماعية يزيد من

حدوث أعراض الاكتئاب بنسبة 13%

الأطفال أمانة بين أيدينا , فالاهمال بهم كارثة حقيقة وتجاهل ادمانهم الشديد على أي شيء قد يؤدي الى

أمور لا تحمد عقباها , لذلك سنقدم هنا عن أسباب ادمان الاطفال على الأجهزة الذكية وما هي أخطارها

وطرق علاجها وبعض النصائح لاتباعها وقبل أن نتعرف عن أسباب ادمان الاطفال على الأجهزة الذكية يجب أن

نعلم أن الأطفال في مجتمعنا يعيشون في  أنواع من عديدة ومختلفة من الأسر وسنذكرها في هذا المقال .

أنواع الأسر في المجتمع

الأسرة الديمقراطية  : هي التي تسمح للطفل بفعل ما يريد دون أي توجيه .

الاسرة المتسلطة  : هي التي تجبر الطفل على الالتزام بالتعليمات دون الاستماع الى الطفل .

الأسرة الجاهلة  : هي التي ليس لديها أي إلمام بعناصر المجتمع وما يدور به .

طفلك له شخصيته التي تحتاج منك الى رعاية وتوجيه , فلا تتخلى عنه من أجل الديمقراطية كي لا تفقد

السيطرة عليه و لا تفقده بالاجبار على طاعة أوامرك وكلامك , واهتم بثقافتك والإلمام بمحيطك لتكون على

دراية بكل ما يحدث معك

لا تنشغل عن طفلك كثيراً , اذا شاهدته يرتكب الخطأ وجهّه للصحيح واعرض أمامه البدائل الجيدة والتي تعود

عليه بالنفع , استخدم الاقناع بدل الاجبار , ولا تغفل عن أن الطفل لا يحتاج الى تربية فقط بل يحتاج الى قدوة .

لماذا يلجأ طفلك الى الأجهزة الذكية ؟

انشغال الأم والأب عن تربية الطفل وقضاء وقت معه وغياب التواصل بينهم فيلجأ الطفل لسد هذا الفراغ

تقديم الجهاز من الأهل لاعتقادهم أنها  الطريقة المريحة لانشغال الطفل عنهم لساعات

البعد الثقافي بين الأجيال

حب العزلة

قلة الوعي لدى الأهل بالخطر الحقيقي لهذه الأجهزة

الافتخار والتباهي بامتلاك الطفل أحدث الأدوات التكنولوجية الحديثة

تقليد الطفل لأحد أبويه , فربما ادمان الأهل أكبر بمراحل من ادمان الأطفال

ما هي أضرار إدمان طفلك على الأجهزة الذكية ؟

اضرار الهواتف الذكية

1- فكرة الإدمان نفسها 

من الصعب أن يتعلم الطفل الاعتدال أو التحكم بالذات طالما أن الأجهزة الذكية والتابلت تفتح المجال للأطفال

بالحصول على ما يرغبون به بضغطة زر، وهذه سمات الشخصية المدمنة.

2- الغضب السريع 

وخاصة في حال قمت بانتزاع الجهاز منه , وهناك الكثير ممن يعالجون الغضب باعطائه الجهاز لتهدئته مما

يجعله يولع به أكثر والتعامل معه وكأنه الملجأ .

3- اضطرابات بالنوم والأرق 

الضوء المنبعث من شاشات هذه الأجهزة يقلل هرمون الميلاتونين المسؤول عن النوم ويغير الساعة البيولوجية

للجسم , غير أن  الموجات الصادرة من الهاتف تسبب في إحداث تلف في خلايا المخ .

4- تدني القدرات التعليمية لدى الطفل 

بسبب الشاشة الملونة والفيديوهات كثيرة الحركة تسبب تشتت انتباه كبير لدى الأطفال ممكن ينعكس على

قدرة الطفل على الإبداع والخيال وتقلل التطور الحركي والحسي البصري.

5- تأثيرات عقلية ونفسية على الطفل

لا تضمن ما الذي سيشاهده طفلك , وكم من مشهد سيمر أمام عينيه من مشاهد تسبب له الخوف أو

الاضطراب أو القلق .

6- السمنة 

لان الادمان على الجهاز الذكي أو على ألعاب الكترونية يجعل الطفل قليل الحركة مما يزيد من احتمالية زيادة

الوزن والجدير بالذكر أن 30٪ من الأطفال المصابين بالسمنة يمكن أن يعانوا من مرض السكري، والأشخاص

المصابون بالسمنة هم أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية والنوبات القلبية في وقت مبكر.

7- العدوانية 

فلا يستطيع الطفل أن يتعلم التعاطف مع الاخرين في ظل انعزاله عنهم , غير أن يوجد الكثير من ألعاب الفيديو

العنيفة التي تدفع سلوكيات الأطفال نحو العنف ويترسخ باعتقاد الطفل أن السلوك العنيف هو مجرد وسيلة

طبيعية للتعامل و مواجهة المشكلات .

8- التعرض لرؤية المواقع الاباحية أو مشاهد لا تناسب عمره :

وهي من أسوء ما قد يتعرض له الطفل أن يقع بين يديه موقع محظور لأنه يعرضه الى صدمة نفسية شديدة

وتغير من سلوكياته ويصبح غير مستقر .

9- تأخر النطق 

حيث أن الاستخدام المفرط للأجهزة الذكية في الطفولة المبكرة قد يسبب تأخر النطق لدى الطفل.

الآن يجب أن نتعرف على طرق علاج الإدمان والتعامل معها :

1- عند الاجتماع على مائدة الطعام , خصص صندوقاً على الباب ليضع به كل شخص يدخل هاتفه قبل أن

يجلس على المائدة ولا يسمح بأخذ الهاتف الا بعد الانتهاء من الطعام وتنظيف المائدة .

2- خصص يوماً في الاسبوع وسميه ” يوم بلا هاتف ” بحيث تقضوا وقتكم مساءً سوياً دون استخدام الهواتف

على الاطلاق .

3- تطبيق قانون ينص على عدم إدخال الهواتف النقالة الى غرف النوم كي لا يتسببب بالاضطراب والارق .

4- لا تضع حزم انترنت غير محدود على هواتف الاطفال كي تحدد مدى استخدامهم .

5- خصصوا أوقات تحتوي على نشاطات وفعاليات خارج المنزل , كالأنشطة الرياضية أو السباحة أو الذهاب الى

متاحف أو أماكن علمية أو رحلات ومغمارات وغيرها .

6- حاولوا عدم استخدام الهاتف وانتم سوياً في زيارة ما أو في السيارة واحترام وقت العائلة والاستماع الى

بعضكم البعض .

7-اغلاق الهاتف في اوقات الدراسة والواجبات الدراسية واستخدامها بعد الانتهاء من الدراسة .

8- حدد فترات زمنية معينة للطفل كي يستخدم الهاتف وعدد ساعات معين وتعويده على هذا الروتين فهذا

سيحميه من الادمان .

9- اذا كانت المدراس تعتمد على الحواسيب فاحرص على ازالة الألعاب وتطبيقات وسائل التواصل الاجتماعية ,

كي تضمن انجاز ابنك في دراسته .

10- وضع جوائز مادية لمن يقلل من استخدام جهازه الذكي  ويستبدله بالنشاطات البدنية والعقليةو عقوبة

على من يخرق القوانين مثلاً، سيتم حرمانه من جهازه الذكي لمدة 24 ساعة.

11- الطفل يحتاج الى قدوة ، تجنب استخدام الهاتف بكثرة أو استخدام الهاتف وأنت تتحدث مع طفلك أو وانت

تقود _ احذر جدا من هذه النقطة _ أو على مائدة الطعام , يجب أن تطبق ما تريد من أطفالك أن يطبقوه .

12- علّم طفلك التنظيم في وقته وأفكاره وواجباته وأعماله وجوانب الترفيه , لوحده سينظم استخدامه للهاتف .

13- قوموا بممارسة تمارين التأمل والاسترخاء مع أطفالك ، ستبعدكم عن هواتفكم لفترة، و ستمنحكم شعوراً

بالراحة والاسترخاء والهدوء، وستفرغ مشاعر العصبية والغضب والتوتر.

تطبيقات قد تفيدك :

تطبيق يقوم بحساب المدة الزمنية التي قضاها ابنك على هاتفه خلال اليوم:  “BreakFree” و “Menthal”.

تطبيقات هاتفية تسمح بحجب المواقع الإلكترونية التي لا ترغب بأن يزورها ابنك: “ColdTurkey” و “SelfControl”.

ختاماً، في حال كان هوس الطفل أو المراهق في الجهاز الذكي خارج عن السيطرة، وتحول إلى مرض حقيقي

لا يمكنك علاجه أو التحكم به، ننصحك بمراجعة الطبيب النفسي المختص على الفور ليحصل ابنك على العلاج

المناسب .